كتاب السماح بالرحيل 

كتاب السماح بالرحيل 

  • الثلاثاء 05 أغسطس 2025
  • 11:52 AM


الملتقى  / أمل منصور المسروريه 
سلطنة عمان __ جعلان بني بو حسن 


اجتمعنا معًا في معرض مسقط الدولي للكتاب ، حيث الفكرُ النيِّرُ والثقافاتُ المتعددةُ رأيًا في متناولِ الجميع ، لتلامسَ الشغفَ للقراءةِ في ملامحِ المارَّة والمتعطشين ثقافةً وعلمًا يتجولون في بحرٍ يعجُّ بآلافِ العناوين الجذَّابة ، عباراتٍ جزِلةٍ لكنَّها تختصرُ سنونًا من مكابدةِ العيشِ في الحياةِ ، راكمنا الكتب الجديدة التي اشتريناها في الحافلةِ الصغيرةِ لترجعنا إلى جعلان دار الغزلان، تبادلنا المواقفَ المضحكةَ والعجيبةَ التي صادفتنا في رحلتنا ، وأكثرُ ما لفتَ انتباهي اتفاق الجماعةِ عن تغيير مسار حياتهن بقراءة كتابٍ مبهرٍ ( السماح بالرحيل )  فزميلةٌ كانت تستند على النافذة حكتْ لنا كيف أن قراءتها للكتاب أخرجها من عالم الكآبة والعزلة وها هي موجودةٌ بيننا تخرجُ أينما شاءت ، لتتفاعل أخرى وتحكي كيف تخلصت من مشاعر الغضب والقلقِ بفضل الكتاب ، لتسألني إحداهن وقد بدا صمتٌ مبهمٌ في تقاسيم وجهي ؛ وهل سمعتي بالكتاب من قبل ؟ فهززت رأسي بالنفي ، لأُعللَ أن عنوانَ الكتابِ نطبقه في حياتنا فلا حاجةَ لتضييع الوقتِ بقراءتهِ ، فما هو إلا أشخاصا تمنع تواجد تأثيرهم في حياتك ، قلتُ ذلك وأنا امضغُ العلكةَ ، رأيتُ جحوظَ عيني التي سألتني : أشخاص! ...يرحلون من حياتك !...لا ولا الكتاب يتحدث عن شيءٍ أعمقَ من ذلك ، لن أُخبركِ به ، اقرأي الكتابَ وبعدها أخبريني عن رأيكِ ، ما إن وصلتُ غرفتي حتى راكمتُ الكتبَ المأخوذةَ من المعرضِ جانبًا ، وحمَّلتُ كتاب السماحِ بالرحيلِ في هاتفي ، وغرقتُ في قراأته شهرًا كاملًا لكثرةِ المشاغلِ التي عليَّ ، لكنني أبذلُ الجهدَ لأجد الوقتَ في القراءةِ والتأملِ ، وآخر الصفحاتِ قرأتها وأنا بجانبِ والدتي التي همَّتْ بالوضوءِ لصلاةِ المغربِ ، أنهيتُ الكتابَ وتنهيدةً تتصاعدُ عاليًا أرفقتْ معها سحائبَ من الإيجابيةِ لتوزعها بين ثنايا القلبِ والعقل لاسيما أن موضوع تشاركِ الأرواحِ المنسجمةِ بالمشاعرِ تتلاقى رغم المسافات البعيدة هي الموضوع الختامي للكتاب ، فتنظرُ إليَّ أمي : أراكِ سعيدةً وتتبسمين ، خير إن شاء الله ، نعم يا أمي يحقُ لي أن ابتسم ، فثمةَ تفسيراتٍ نفسيةٍ عميقةٍ فصَّلت مواقفَ وأحداثٍ حدثت معي وما زالت قابعةً في ذاكرتي لارتباطها بمشاعر سلبيةٍ علَّقها التوتر أو الخوف والغضب والظلم ، فالكتاب يقدم لك آليةً بسيطةً تسمحُ بتحريرِ تلك المشاعر ، من خلال تقبلك لها أو تغيير نظرتك لها ، لتصلَ لمرحلةِ السلامِ والهدوءِ والاتزان في ضبطِ انفعالاتك ، دون الحاجةِ لبشرٍ يتحكمون في طريقةِ تفكيرك ، الكتابُ يعلمك كيف تسلِّمُ الأمورَ لخالقها دون التكلف أو الصراع أو الإجبار ، تعجبت أمي من إجابتي ولكنها لم تردَّ علي ، فأخذت السجادةَ بهدوءٍ وأصابعها تمررُ حبات التسبيح بصفيرٍ أعتدتُ سماعهُ قبيل كل صلاةٍ ، أرسلتُ لصديقتي أشكرها على إثارةَ فضولي لقراءةِ الكتاب ، لأجدها هي الأخرى تقرأُ الكتابَ للمرةِ الثالثة ، وكيف تعمقتْ بالكاتب ديفيد آر. هاوكينز ، والعقبات التي واجهها في تقبلِ المجتمعِ لأفكاره الفلسفية .

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي