الملتقى / عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
خرج أعرابي مكفوف البصر، ومعه ابنة عم له لرعي غنم لهما، فقال الشيخ: أجد ريح النسيم قد دنا، فارفعي رأسك فانظري، 
قالت: أراها كأنها ربرب  معزى هزلى، قال: ارعي واحذري. 
ثم قال لها بعد ساعة: إني أجد ريح النسيم قد دنا، فارفعي رأسك فانظري، 
قالت: أراها كأنها بغال دهم، تجر جلالها؛ قال: ارعي واحذري. 
ثم مكث ساعة، ثم قال: إني لأجد ريح النسيم قد دنا، فانظري، 
قالت: أراها كأنها بطن حمار أصحر ، 
فقال: ارعي واحذري، ثم مكث ساعة، فقال: إني لأجد ريح النسيم، فما ترين؟ 
قالت: أراها كما قال الشاعر : 
دان مسف  فويق الأرض هيدبه
.                   يكاد يدفعه من قام بالراح
كأنما بين أعلاه وأسفله
.                  ريط  منشرة أو ضوء مصباح
فمن بنجوته كمن بعقوته
.                    والمستكن كمن يمشي بقرواح 
فقال: انجي، لا أبا لك،
فما انقضى كلامه حتى هطلت السماء عليهما.
 
                     
                             
                                         
                                         
                                         
                                        