((الحياة تحمل لنا كثيراً من الأقدار))

((الحياة تحمل لنا كثيراً من الأقدار))

  • الأربعاء 06 أغسطس 2025
  • 11:34 AM

 

الملتقى / شيخه الدريبي 

السعودية الشرقية 
 

نعم.. الحياة تحمل لنا كثيراً من الأقدار  بين ثنياها هناك حلم يتحقق وحلم يتعثر ولقاء بلا موعد وفراق بلا سبب وتستمر الحياة و نحن معها نتأرجح في ميزان الأقدار ففي بعض الرحيل راحة لنا وفي العودة أمل فاللقاء والرحيل هما طرفي المعادلة والأكثر صعوبة في حياة الإنسان فهما يمثلان البداية والنهاية ويفصل بينهما مساحة من الاختيار قد يكون اللقاء صدفة وقد يكون نتيجةإختيار شخصي ..

كما أن قرار الرحيل قد يكون اضطرارياً وقد يكون نتيجة قراروبين هاتين النقطتين تتشكل التجارب وتنسج الذكريات الفراق القدري هو رحيل ليس لنا فيه حيلة رحيل بدون إرادتنا وهو بإرادة الله رحيل الموت وحتي هذا الرحيل لنا فيه لقاء في حياة أخري فنحن مسيرون فيه ولسنا مخيرين كل منا إذا انتهى أجله سوف يرحل دونما أي تأخير ومابين البداية والنهاية مسافة دقيقة بين الصدفة والاختيار شعور يربكنا حين نلتقي بمن يلامسون أعماقنا وقرار موجع حين نضطر أن نرحل أوترحَل عنا مشاعر و أحاسيس ترمم الروح أو تستنزفها ..

 لذا بين اللقاء والرحيل تتشابك الصدفة والإختيار لتشكل نسيج الحياة الذي يحمل في طياته الفرح والحزن والأمل واليأس ففي فترة زمنية من أعمارنا يتخللها كثير من اللقاءات والرحيل فالرحيل يبقي مؤلما حتي اللقاء واللقاء يبقي مفرح حتي الرحيل ونحن حياتنا ما بين مد وجزر في طرفي هذه المعادلة فكل من ذاق حلاوة اللقاء لاينسي مرارة الرحيل خاصه اذا كان بينهما ذكريات وأحاسيس وأشواق وعواطف تبقي عالقه في القلوب والاذهان فالفراق هو قرار اختياري يكون لعدة أسباب تتعلق بالفرد ذاته لكن للقاء قد يكون فرح اوفراق وحزن وألم فمن الافضل ان يكون الرحيل بصورة حضارية وترميم ماتبقى من العواطف أفضل من تدميرها ..

وكما نعلم أن الرحيل واللقاء من سمات الحياة بالرحيل يأخذ منا الاحبة واللقاء يقربهم وعلينا  أن نملأ قلوبنا بالمحبه والسلام وأن لا نتصيد لبعضنا الأخطاء فرحلتنا قصيرة لايمكن الرجوع إليها بعد تركها لذلك يجب الحرص علي الاحتفاظ بالاحباب أحياناً قد يكون في الرحيل نجاة واذا كان بصمت أرقى مع ترك وراءنا مساحات بيضاء وخطوط للرجعة فعندما تعجز كلماتنا عن وصف مشاعرنا عندها يصبح رحيلنا  بصمت أصدق تعبير عن ما بداخلنا سوف نرحل حين  يستوجب منا الرحيل وبين الرحيل واللقاء نعيش وتستمر  الحياة وهناك أشياء في الماضي تستوجب النسيان و أشياء في المستقبل تستحق العيش لأجلها ولنا ولله الحمد قلب قادر علي الحب والعطاء مهما كبرنا فنحن نشعر في داخلنا أننا مازلنا صغاراً يفرحنا السؤال ويسعدنا الاهتمام ويقتلنا الإهمال ..

فمهما كنا أقوياء قد لانستطيع صنع أشياء عظيمه في الحياة  ولكن علينا أن نترك أثراً جميلا حتي ولو بأشياء صغيرة و بسيطة إذا جلست يوماً ما وحيداً تسترجع  ظلال أيامٍ جميلة عشتها مع من تحب أترك عنك مشاعر الألم والوحشة التي فرقت بينكما حاول أن تجمع في دفاترك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحب وكل الكلمات الصادقة التي قلتها له قمة العذاب أن نشتاق لإنسان ونحن نحاول  نسيانه حينها علينا أن نتذكر لمن أحببنا كل إحساس صادق ولا نتحدث عنه إلّا بكل ما هو رائع و نبيل فقد أعطانا قلباً وأعطيناه عمراً وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان ..

ما أجمل أن يلتقي القلبان بعد طول انتظار وأن يتحد العمران بعد تشتت وضياع فاللقاء ليس مجرد حدث بل هو حياة تُولد من جديد وشعور يعيد رسم ملامح الروح وترميم كل الجروح هكذا هي الحياة اوقات تعطينا اللقاء واوقات الرحيل وما بين الصدفة التي جمعتنا و الاختيار الذي فرقنا تبقى القلوب شاهدة على ما لم يقال وتبقى الذكريات وطناً لا يرحل مهما غادر ساكنوه احيانا اللقاءات يصنع فينا بديّات تستعصي على النسيان ..

اشترك الآن في النشرة الإخبارية

نشرة اخبارية ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني يومياً

العوده للأعلي